شجرة النور

 تجتاحني رغبة قاتلة للبكاء لكنني لن أبكي، أظن أن الكتابة تعوضني قليلًا عن هذه الرغبة لأنني أعرف حقًا سبب هذه الرغبة الملحة، -أو الأسباب إن صح التعبير-، ومن بين جميع هذه الأسباب أمر واحد يستحق بحق أن أبكيه وأتوجّعه.

سأدّعي أنني توقف العد منذ زمن وأن اليوم الموافق السادس والعشرين من حزيران يكون اليوم الثمانين بعد السبعمئة وأن اعتياد فكرة الغياب هو أمر مرهق جدًا، يخاف المرء أن يعتاد فكرة أن عزيزًا ما كان يعني له الكثير ذهب للأبد -الأبد الدنيوي في التعبير الإنساني-، أقلب في الصور، أراه، أبتعد، أغادر، يُلجم لساني فلا أدعو، ليس عقوقًا لكن لا أعرف، لعلي أعتقد إن لم أدعو سيأتي لحلمي يعاتبني فأكون محظوظة.

في كل مرة تنبت شجرة، في نفس المكان، لا أعرف كيف تتحمل التربة نمو شجرتين من نفس النقطة! تتفوق الجديدة على القديمة دائمًا بالضخامة والسواد لكن لا أحد يعرف مصدرهم؛ من أين أتو وكيف نمو؟ ننام من دون أثر لها لنستيقط على وجود شجرة معمرة عمرها ألف عام، عمر الجذع ألف عام لكن عمرها الفعلي نصف يوم. وهكذا تواليًا في كل فترة عشوائية لا تحدد بزمن أو مقدار تتجدد الأشجار من نفس النقطة لتغطي المدينة كلها، من غير ثمار فقط أغصان متشعبة مخيفة ومُهيبة، سوداء داكنة أو بنية لا أعرف، لم نعد نعرف الألوان فهذه الأشجار قد حجبت عنّا ضوء الشمس والدفء والنور

النور

النور

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نكتب عند الحزن؟

يومياتي العزيزة