أين المراسل؟

 في تقديم ما ظهر "أبو سوالف مجدلة" من أعماق الطلاب، لعله أحد الجدود المخفي والمختفي الذي وجد الفرصة لإبراز سيفه الصدئ ليحاول بفشل قطع الألسنة، سيف صدئ كما الفكر يسأل عن معنى صورة المراسل الصحفي الشهيد إسماعيل الغول وأنها غير مفهومة، فلا أحد قد يفهم أن شخصا ارتدى درع الصحفي انه صحفي ومراسل لا أحد، حتى ابن الجيران البالغ من العمر شهر إن وجد الصورة لن يستوعب أن هذا الشخص يقوم بنقل خبر ما، الجميع غبي ولا أحد ذكي إلا "صاحبة السوالف المجدلة" التي تنطق الضاد ظاءً وتعلق على أخطاء النحو التي ترتكبها هي، سليقة لغوية وذوقية وأدبية مضروبة أصلًا، ذكاء محدود لدرجة أن صورة "مايكروفونات" عديدة مكتوب عليها اسم القناة الصحفية غير مفهوم عندها أنه إعلام، فنحن يجب أن نتعامل مع أرنب لا يفقه العالم إلا العشب والجزر، أن نتعامل مع إنسان يقرأ ويتعلم ويحاول هذا خطأ، فأنت في هذه البقعة أمامي بسيط نجمة البحر لن تستوعب كلمة حتى لو لقمتك المعلومة في الملعقة وستبقي عالقًا تحت صخرتك إلا إذا سمحنا لك نحن بالخروج.

سذاجة "أبو سوالف مجدلة" تعدت مقياس السذاجة، من يعلق على رفع المفعول هو بطريقة ما ينصب الاسم المجرور لكن الجمل لا يرى عَوَجَ رقبته، وأن الشهادة التي يجب أن يتسلح بها المرء هي أحد شكليات المجتمع لُقال عني أنني أحمل شهادة الماجستير، لكن هل أفهم؟ أحلف عني وعنهم أنهم لا يفقهون ذراع أُنملَةٍ مما يدرسوه، وأن ما يتم حشوه بالأدمغة مع رمز (أ) بجانب المادة هو فعلًا حشو فارغ، وأن الجمل معووج الرقبة لم يرَ "الهبل يلي بعمله" لكنه سليط اللسان مفتول العضلات على الآخر الذي مهَّد بطريقة بسيطة ووضع أمثلة حياتية، الذي مهَّد -عند سؤاله عن الطريقة الصحيحة للتمهيد- بنفس الطريقة مع بهارات رديئة على التمهيد، فأنت لا تعرف كما نحن.

كانت قناعة أن العلم مُهذب للخلق راسخة عندي بشكل دائم وما زالت، خلق الله العلم ليهذب الإنسان أكثر، ليحفَظَ دينه وعرضه وموطأه، خلق العلم ليجعل من الإنسان إنسانًا لا ليُعلَّق بورقة على حائط المنزل من غير استخدام، لم يخلق الله العلم ليكون لقبًا يُلصق مع اسم المغفل، ولأول مرة في حياتي أرى مغفلًا يشتري لقبًا بمبلغٍ أكثر من الألفين لا يدرُّ عليه ربع دينار، ولو أنني صاحبة دار نشر لوضعت صورة "أبو وأم سوالف مجدلين" على غلاف كتاب أخبار الحمقى والمغفلين لابن الجوزي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رسائل قد لا تصل ٢

يومياتي العزيزة

لماذا نكتب عند الحزن؟