المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠٢٠

الديك الكبير

     نعيش الآن في أكبر قفص للتدجين، يظن الديك الكبير بأنه الرئيس لا يعرف أنه يعيش بالقفص كما نحن وأننا نخضع كما هو لقطع الرؤوس-فكل الرؤوس سواء-      في عالم مليء بالزنازين يصنع الإنسان كل يومٍ زنانته الخاصة، يأسر بها ما يشاء من الرغبات أما الإنسان الديك فيأسر ما تبقى من الإنسان، ظانًا منه أن قوته تستطيع إخضاع الباقيين لسلطته متناسيًا أنه عبدٌ مأجور مُدجن كمان الباقيين، في الزاوية اليمنى كانت تختبئ دجاجة، كان لونها أخضرًا ليس كالباقيات فمن المعروف أن لون الدجاج أبيض، لكن ما لا نعرفه أن الدجاج يأتي بألوان مختلفة ارتأى المدجنون على صنعهن شبه بعضهن لئلا يرتابوا-وأقصد هنا أصحاب الأقفاص- فكل دجاجة تولد تؤخذ بعد عمرٍ معين وتربى مجددًا لتصبح تلك الدجاجة البيضاء المثالية المتسمة بالأخلاق والإنسانية كاملة من حيث مهارات البحث والتواصل كأنها لم ترى أي منها قُبيل هذه المرحلة مقابل بضع بيضات في كل أسبوع من هذه العملية التربوية، كانت عمليات التحول قاسية لفريق ومحببة لفريق وكانت غير مقبولة بالنسبة لدجاجتنا العزيزة صاحبة اللون وهذا لأنه في كل دجاجة زرًا صغيرًا تضغطه لتتحكم فمنهم من يضغط القبول ومنهم من