يومياتي العزيزة

قبل سنتين قررت البدء بكتابة مذكراتي، كنت أظن أن الأمر سهل وأن صفحة واحدة تلخص يومي ليس بالأمر الجلل، هي مجرد صفحة تكتب وتطوى.

اليوم عُدت للتفكير بالموضوع واكتشفت أن الموضوع أصعب، إن الأمر يتعدى مرحلة التلخيص، إنها تدوين لكل حدث مررت به في يومي، من تأخيري لصلاة الفجر لنومي بعد منتصف الليل، لأكتب مشاعري لا لألخصها، لأستيقظ وأمسك القلم وأقول "هذا الصباح سيكون جميلًا، يمكنني الشعور بذلك"، لأقول لنفسي أنني إن لم أكتب سأنسى وأن حياتي -على تفاهة أحداثها- إلّا أنها مهمة جدًا، فهو عمري، عمري الذي يمضي دونما هوادة.

إن التدوين والكتابة أمرٌ صعب، كيف لإنسان أن يكتب معاني حياته لتصبح عرضة لِلْمَس البشري، فالفكرة ما إن خرجت من الرأس لم تعد ملكًا لصاحبها، لماذا نحن هنا؟ لماذا أنا اليوم حي؟ ماذا فعلت؟ كيف كان صباحي؟ هل كان مسائي مليئًا بالزقوم أم أن أنهار العسل كانت تجري من حوله؟ مع الذكر السبب، السبب الذي سيقتلني إن ذكرته، لا لشيء إلا لحالة الإنكار الدائم التي أتبناها، إنكار دائم للمشاعر، هي هنا في مكان ما في قلبي وعقلي لكن لن أتلفظ بها.

نعود قليلًا للوراء لنروي أحداث اليوم باختصار شديد لأن الإطالة ليست من صالحي. صباح جميل، بارد، متعب، يتحلى بالقليل من الإنجاز -وكيف لا فهو عمري-، مسلسل مُعاد حُفظت مشاهده لكنه المفضل. هكذا تُروى اليوميات للعامة من غير تفصيل والباقي يُحفظ في دُرج المكتب الخلفي للدماغ لسبب واحد فقط: "يجب للذكريات أن تُنسى".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نكتب عند الحزن؟

شجرة النور