قمر الخامس والعشرين من رمضان

اليوم هو الخامس والعشرون من شهر رمضان المبارك، أتمم اليوم القمر دورته الكاملة حول الأرض، كانت دورته هذه المرة صعبة في الحقيقة وعاش فيها أمورًا عديدة لم يحسب لها أي حساب، خطط تغيرت وتبدلت وأفكار حُطّت وأخرى اندثرت، لا أعلم كيف أنهى دورته من غير تشقق أو تصدع أو خدش! رغم كل الظروف الفضائية التي مر بها هذا القمر إلا أنه عاد لموقعه كأن شيئا لم يكن، وقف بذات المكان بتلك الصلابة ونفس الشموخ، أدركت حينها أن التصدع لم يكن خارجيًا ولا يمكن أو يُرى بأي حالٍ من أحوال هذا الكون وتقلباته، غريب هذا القمر كيف أحسن إخفاء آثار رحلته، أيعقل أنه تبدل؟ وُجِدَ لنا قمر آخر من العدم حُط مكان القديم لأنه قمر العام والأعوام السابقة قد تصدع وتحطم وتلاشى؟ لا أظن ذلك ففي هذا العالم قمر واحد للأرض متخلّق لها ملازم لكونها وملتصق لحركتها، فرغم غرابته في هذا اليوم بالتحديد إلا أن خيال التبدّل يعد أمرًا في غاية الجنون، القمر هو وليس هو، فيه من المشيئة الإلهية ما يدفعه لأن يكون هو وغيره في آن؛ والمدهش في هذه الرحلة قوة تحمله لما مر عليه فأنا أعرف يقينًا أن النيازك والشهب كانت تمر بجانبه وتلامس حرارتها سطحه لكنه لم يحترق والغريب أيضًا أنه قادر على الاحتفاظ بخصائصه جميعها رغم تتابع الأحداث وتراكمها، لو كان هذا القمر إنسان كم كان سيحتاج من العمر لينهار ويتلاشى؟ أولو كان إنسانًا لرحل واختفى؟

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نكتب عند الحزن؟

شجرة النور

يومياتي العزيزة