ثلاثة أشهر...

 مر من الوقت ثلاثة أشهر منهن عيدان وخمسة إفطارات ودهر من البكاء، ما زلت أشعر أنه سافر وسيعود يومًا ما، تأخر قليلًا لا بأس فليستمتع قليلًا، بالنهاية سيعود مهما استمرت رحلته، رحلة عمر بأكمله، حياة بطولها وعرضها ستستمر وهو مسافر، مرت الأشهر الثلاثة وكأن الأمر مجرد كابوس، سأستيقظ اليوم لأراه جالسًا مكانه ممسكًا هاتفه يقلب موقع الفيس بوك ويشاهد المقاطع المصورة بأعلى صوت، لكن شيئًا من هذا لن يحدث، الكابوس الذي نعيش فيه هو بالنهاية حقيقي وأستغفر الله إن كان وصف هذا المشهد من حياتنا بالكابوس يعد إثمًا، مع أنني زرت القبر ولم أبك بالقدر الذي ظننت أن هذا قد يخفف، كنت مرتدية (روب التخرج) وواضعة مساحيق التجميل، كنت أريده أن يراني بأبهى حلة كما كان يراني دائمًا بتلك السعادة وذلك الجنون، لم أرد أن أزعجه ببكائي لأنني أعلم كم يحبنا سعداء، حاولت جاهدة لكن الأمر لم ينجح، ما زلت أراه يشرب الماء، يطلب القهوة ويخرج إلى الشارع، وما زلت أشعر أنه مسافر، مسافرٌ سعيدٌ جدًا، بابتسامة جميلة ومريحة وساحرة، مسافرٌ سيعود يومًا إلى منزله وإلى مقعده وهاتفه، لكن بالنهاية ومهما تراءت لنا الصور والمخيلات إلّا أنه وصل إلى وجهته التي نسأل الله قبولها بعمله وبرنا وما زلنا نحن المسافرين له، لعله علم من حديثي له أن لحظة الشجاعة الوحيدة في حياتي كانت له ولأجله؛ هو فقط من دفعنا لنكون هنا، لنتصرف هكذا ولنفعل هكذا، تلك الشجاعة التي كنت عليها ساعتها وذلك التجلد وذلك النفس، لأول مرة كنت بهذه الحال ولعلها تكون الأخيرة، وصل الحبيب إلى محطة سفره وجلس على مقعده ممسكًا هاتفه ينتظر وصولنا من سفرنا الذي لقينا منه نصبًا. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نكتب عند الحزن؟

شجرة النور

يومياتي العزيزة