لماذا تلك السيدة؟

 اليوم حلقة لماذا مع منى حوى كانت عن الحكومات وعن العنعنة، كنت مستغرقة بالتركيز لا بكلامها بل بنبرة الصوت التي تشبه نبرة صوت امرأة لا أحبها، أو لو أردنا تفصيل الكلام أكثر فهي امرأة كنت احبها وبت الآن اكرهها وأمقتها، ذلك الاندفاع في صوتها، مقتها وعنفوانها وحتى نبرة غضبها، كانت هي بجسد منى حوا، لكن لا بالطبع لن تشبه منى فمنى ساخطة أكثر، أو أنا أريد لمنى أن تكون ساخطة أكثر لأنفي كل جميل عن تلك السيدة، تلك السيدة التي تتأرجح مكانتها باستمرار، تارة تتخذ ذلك الشق المظلم الذي أكره وجودها فيه فأضعها بالأقل ظلمة وتارة تعود لمكانها السابق مع رغبتي بوجودها بتلك الزاوية الحالكة الأشد رعبًا في قلب أي إنسان - أو على الأقل في قلبي-، تلك السيدة التي أخذت عنها ومنها ومدحتها هي الآن التي اسخط عليها لا لنفسي المضطربة بل لأفعالها ومواقفها المتأرجحة، أو لا ليس هذا هو الوصف الدقيق لما كانت تفعله، أظن أن أفعالها رغم جرأتها -وهذا من المآخذ الإيجابية لها- إلا أنها كانت تحب المديح رغم حديثها يومًا بأنها لا تحبه وتمقته جدًا ولا تلتفت له كأنه لا شيء، كانت ذلك الراعي الذي يمسك عصًى وأمامه قطيعٌ من ماعز وأبقار وخراف يصلون له لاعتقادهم بإنه حارس المجرة من الهلاك القادم، أتقن قطيعها دوره قد يكون إيهامًا لها أو أنهم حقًا كانوا نعم القطيع لا أحد يعرف لكن وجودهم حولها تعطي نفس الصورة لذلك الملك الجالس على عرشه الذهبي مرتديا عبائته الحمراء ممسكًا  صولجانًا كل ذلك صُنع بأيدي حاشيته، سقطت الحاشية وعُري ذلك الملك من كل شيء إلا القليل من ذاته وماضيه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا نكتب عند الحزن؟

شجرة النور

يومياتي العزيزة